refreshing dalam islam

baina yadaik jilid 2

الترويح فى الإسلام

النفس الإنسانية تملّ من الجدّ والعمل، ويدخلها السّأم من كثرة العمل، لهذا تجيز تعاليم الإسلام للإنسان أن يروِّح عن نفسه، من وقت لآخر، باللّهو المباح، ويمارس من الأنشطة التَّرويحيَّة المباحة، ما يعود عليه بالفوائد الجسميّة ، والرّوحيّة ، والعقليّة، ويجدِّد نشاطه فى الحياة، ويدفعه إلى مزيدٍ من العملِ والعبادة.

ولنا فى رسول الله أسوة حسنة ، فقد كان يضحك ويمزح بالقول الصّادق ، فقد قال له الصحابةُ، رضوان الله عليهم : إنّك لتداعبنا . فقال لهم عليه الصلاة والسلام : إنِّى لا أقول إلا حقّا

 وقد جاء عنه صلىّ الله عليه وسلّم أنّ امرأة عجوزا أنصاريّة، جاءته تقول : أدع الله أن يدخلني الجنّة ، فقال لها : يا أمّ فلان، إنّ الجنّة لا تدخلها عجوز. فأخذة المرأة تبكى ، فلمّا رأى ذلك منها تبسّم، وقال لها : أمّا قرأتِ قول الله تعالى : إنّا أنشأنهنّ إنِشاء

فجعلن هنّ أبكارا. عربا أترابا

وجاء رجل يطلب منه أن يتصدّق عليه ببعيرٍ يركبه ، فقال له الرسول

إنّىِ حاملك على ولد الناقة ، فقال له الرجل : يارسول الله ، وما أصنع بولد الناقة؟ فقال له الرسول : وهل تلد الإبل إلا النّوق

وكان الصحابة رضى الله عنهم مع الجدّ والاجتهاد، يتمازحون فيما بينهم ، ويروحون عن أنفسهم ، بممارسة بعض الأنشطة المباحة ، ولم ينقص ذلك من أقدارهم . يقول عليّ بن أبى طالب: إنّ القلوب تملّ كما تملّ الأبدان ، فابتغوا لها طرائف الحكمة

وأجاز الإسلام من الأنشطة الترويحية ، ما يتفق مع قيمه وأخلاقه وآدابه، ولم يجعل الهدف من ممارسة النشاط الترويحى، شغل أوقات الفراغ، بل جعل الهدف استثمار أوقات الفراغ، بل جعل الهدف استثمار أوقات الفراغ، ليجدد النشاط، وليعين على الحياة

ليس معنى إباحة الترويح، أن تصبح الحياة كلها هزلا، وأن تتغلب روح المرح على روح الجد. وتضيح تبعا لذلك عناصر القوة، ويتخلف المسلمون عن القيام بواجبهم، ويقضى على عوامل المحبة والأخوة بينهم، ويصبح المجتمع لا هيا عابثا، فالحياة أغلى من أن تضيع فى لهو عابث، وتهدر فى باطل لا خير من ورائه، لذلك يجب ألا يأخذ الترويح إلا قليلا من الوقت والجهد

إن الإسلام عندما أباح الترويح بالمزاح والمداعية، لم يقصد بعض الأساليب المنتشرة فى مجتمعاتنا المعاصرة التى تؤدى أحيانا إلى إيذاء الآخرين، عن طريق السخرية منهم. فالله سبحانه وتعالى ينهانا عن السخرية من الآخرين. قال تعالى :يأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساءٌ من النساءٍ عسى أن يكن خيرا منهنّ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقب

كما حذّرنا رسول الله من الكذب فى المزاح والمداعبة. وعند إضحاك الآخرين. فقال عليه الصلاة والسلام: ويل للذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم ، ويلٌ له ويلٌ له